قطر95
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قطر95

منتديات قطر95
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اليتيم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الجووكر
المدير العام
المدير العام



عدد الرسائل : 157
تاريخ التسجيل : 24/04/2008

اليتيم Empty
مُساهمةموضوع: اليتيم   اليتيم I_icon_minitimeأبريل 27th 2008, 5:31 pm

" بسم الله الرحمن الرحيم"



المعاناة ليست سوى صفة واحدة من عشرات الصفات التي يتصف بها ذاك الطفل القابع هناك امام عتبة المنزل الفخم الذي كان بالامس القريب ملكا لوالده وقف ممسكا قطعة خبز اسود حافي القدمين سرواله ذهب نصفه واصبح خرقة بالية اما القميص فقد اضحى اسود من ظلمة الليل في شتاء قارس رفع بصره نحو غرفته التي اصبحت لغيره نظر بحسرة اليها وهو يقضم من خبز ما كان والده يعطيه حتى للدواب ثم استرجع تلك الذكريات الجميلة وراح يغوص في احلام اليقظة... ليست احلام بل هي واقع تحول الى حلم...

*********
"ابي متى ستعود من السفر"
"لن اتاخر فقط انتهي من بعض المشاغل في العاصمة واعود على جناح السرعة يا عزيزي"
طبع الوالد قبلة على خد ابنه الوردي اللون وراح يودع ابنه الاكبر ويوصيه بان يهتم باخاه ثم نظر الى زوجته وهو يقول لها:
"امين امانة بين يديكما فاهتما به لحين عودتي"
بابتسامة عريضة اومأت الزوجة المطيعة في حركة باتجاه من الاعلى الى الاسفل لزوجها تفهمه من خلالها انها ستحرص على ابنه جيدا... انطلق الزوج وهو يلوح لهم مودعا من نافذة السيارة وكان يتضاءل حجمها وهي تبتعتد اكثر واكثر الى ان اختفت في الشارع الطويل الذي يخترق البلدة من راسها الى اخمص قدميها وقد كان بيتهم يقع في طرف البلدة عكس اتجاه العاصمة لذا فقد راقبوه الى ان غاب عنهم

دخل الجميع الى وسط المنزل وبعد ذلك صعد امين الى غرفته وجلس احمد مع زوجة والده يتحدثان في امور لا تخص الاطفال كما قالوا لامين الذي انزوى في ركن غرفته مستلقيا فوق سريره ليرتاح قليلا بعد يوم من اللعب والمرح مع ابن الخدم صديقه الصدوق... كانت الشمس قد شارفت على المغيب بعد يوم حار من ايام الصيف الحارقة فاستسلم امين لمداعبة النوم لجفونه وغرق في بحر النوم اللذيذ.

لم يفق الا صباحا على صوت صراخ حزين يدوي في المنزل كأن قنبلة تصدر انين ما قبل الانفجار وكان الصراخ مختلط بالبكاء ...قفز من مكانه في الحين رغم ان النوم الكثير اعياه خاصة في ظل هذه الحرارة الافحة التي تهلك البدن...بسرعة الريح اتجه الى الطابق الارضي وهو يقفز درجتين درجتين وعندما وصل وجد الكل يبكي اقترب من اخاه بذهول وهو يساله:

"ماذا حصل؟؟لماذا تبكون؟؟ "
"لقد مات ابانا "
"مات كيف؟ لا يمكن ان يموت لقد كان معنا البارحة مساءا؟ لا انتم تكذبون لا يمكن ان يموت لانه لم يمرض مثل امي اليس كذلك يا سعيد "

نظر اليه رئيس الخدم بحزن وعيناه مغرورقتان بالدموع فانفجر هو الاخر باكيا دون ان ينطق بكلمة تراجع امين خطوات الى الوراء غير مصدق ما يقع... الكل من حوله يبكي دما على الرجل العظيم الذي رحل في سيارة وعاد في صندوق خشبي الا امين لم يعرف طعم الحزن يومئذ لانه بقي غير مؤمن بما يقولون الى ان حضرت عربة تحمل جثة والدهم.

ما كادت الايام الثلاثة الاولى على دفن كمال تنتهي حتى شاهد الصغير اخاه وزوجة ابيه يضحكان في الحديقة ملئ افواههم... اثار هذا الفعل حنقه وغضبه لكنه لا يستطيع ان يفصح به لاحد لانه يعي جيدا ان اخاه والافعى التي معه يكرهانه واذا افصح عن شيء مما راه اليوم فهذا سيزيد من كرههم له... لكن الحقيقة انهم ما كانوا سيزيدون في كرهه لانهم وصلوا الى اقصى درجة الكره لهذا الصبي فما كانوا يستطيعون كرهه اكثر فقط كانوا يتحينون الفرصة للانقضاض عليه وجائتهم على طبق من ذهب حينما مات المعارض والمدافع الوحيد عن هذا الصبي البريء براءة الاطفال الصغار.

كان التحالف الجاري بين فاتن واحمد يطفوا على السطح لانه لم يعد هناك ما يمنع او يقف في وجه هذا التحالف وكانت المؤامرة تحبك خلف الكواليس في الغرف المظلمة بين وجهي الشر المقيت فما كانوا يختلون خلوتهم المحرمة حتى تبدا الافكار الشيطانية للتخلص من الطفل والفوز بالثروة تلعب في عقلهم وتدور كما تدور الخيل في حلبة الفروسية كل هذا كان يجري والطفل الصغير لا علم له بشيء ولم يعتقد ان كرههم سيتمادى الى هذه الدرجة البغيضة بل لم يكن يدري بمواعيدهم السرية المجنونة التي كانت تعقد في اخر الليل.

المشكله التي واجهاتهم هو كيفية التخلص من الطفل دون اللجوء الى قتله وهنا نطقت مدبرة المكائدالحية الشيطانية وقالت :

"لدي فكرة رائعة ستخلصنا من هذا الشرير القزم"
"ما هي"
"سنرسله الى المخيم الصيفي الذي سيبدا بعد ثلاثة ايام وبعد ذلك نزور السجلات التي تثبت انه ابن كمال لكي نبقى نحن فقط الوريثين الشرعين"
"لكن ماذا سنفعل عندما يعود من المخيم"
"لن يعود"
"كيف"
"سنرسل من يختطفه من هناك ثم يذهب به الى احدى المدن الكبرى البعيدة عن البلدة ويتركه هناك"
"ممتاز خطة رائعة"

وفي لحظات الانغماس في الرذيلة راحوا يخططون التخطيط الدقيق للتخلص النهائي من امين دون قتله.

في الصباح وعلى مائدة الافطار نطق الشيطان الادمي يكلم الملاك الجميل:

"لقد قررنا انا وخالتك فاتن ارسالك الى المخيم الصيفي لكي تغير الجو الحزين وتستجم هناك"

بدون ان يرفع بصره نحوهما ردد بحزن:
"نعم افضل ذلك"

لقد اراد الهروب من المنزل خلال هذه الفترة بالذات لكي لا يبقى تحت رحمتهما وقد اتيح له ما تمنى.

في الغد كان يجمع ملابسه في الحقائب والسيارة تنتظره لايصاله الى محطة القطار...نزل الدرجات يتبعه الخادم حاملا حقيبته ليجد في الاسفل اخاه وزوجة ابيه ينتظرانه لتوديعه كان جد مستغرب من هذا الحنان المفاجئ من قبلهما لكنه اعزى ذلك لموت والده ظنا ان كرههما له بدا بالزوال...انطلق السائق في نفس الطريق التي صارت عليها السيارة السابقة التي اقلت والده متجهة به الى محطة القطار ايضا وحين وصل الى المنطقة التي قيل له بان السيارة انجرفت فيها عن الطريق لتسقط في الجرف راح يلعن هذا المكان في نفسه ويسبه لانه حرمه من اعز انسان لديه.





اتمنى تنال اعجابكم

م ن ق و ل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اليتيم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قطر95 :: ساحة القصص و الروايات-
انتقل الى: